بشأن مشروع "تاكسي ذوي الإعاقة "2009م"
صاحب مشروع «تاكسي ذوي الاعاقة».. الغامدي:
ننقل الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية والبصرية بلا مقابل.. والمشروع بحاجة للدعم
نبعت فكرة المشروع من مشاهداتي اليومية لمعاناة الأشخاص ذوي الاعاقة
ذوو الإعاقة بحاجة ماسة إلى وسائل نقل عامة تلائم حالاتهم
المشروع في بداياته ونتطلع إلى دعمه من رجال الأعمال حتى تعم الفائدة
«للأسف الشديد» فإن كثيراً من قائدي مركبات الأجرة «الليموزين» يتهربون من الاشخاص ذوي الإعاقة ولا يفضلون نقلهم رغم حصولهم على الأجرة بالتمام والكمال، الأمر الذي فاقم من معاناة هذه الفئة وحملها على الانتظار طويلاً على الطرقات والأرصفة أملاً في الظفر بوسيلة تقلهم وتضع حداً لمثل هذه المشاوير المتعبة، هذه المشاهد المؤلمة حركت في دواخل سامي أحمد الغامدي شجناً عارماً وحدت به إلى التفكير في مشروع تبنته لاحقاً قناة MBC الفضائية يخفف من وطأة معاناتهم فكان ميلاد فكرة «سائق أجرة بلا أجرة» ولكن فقط للأشخاص من ذوي الإعاقة، عبر هذا الحوار نسلط الضوء على العديد من المحاور حول هذا الموضوع مع صاحب المشروع فإلى نص الحوار:
] حدثنا عن فكرتك ومن أين نبعت الفكرة ؟
– بعد وفاة والدي كنت أود أن أقدم له أي شيئاً «سبيل» وفي أحد الأيام وفي جو من الحرارة الشديدة كنت عائداً بسيارتي الخاصة إلى منزلي فأستوقفني منظر على جانب الطريق يدمي القلب وهو منظر امرأة قد أخذ منها العمر ما أخذ ولقيت من أشكال العناء ما لقيت وفوق هذا كله كانت تستخدم كرسي متحرك، فوجدت نفسي أقف بالقرب من مكانها دون شعور لمساعدتها ولكن خفت أن تعتقد أنني أريد مضايقتها أو أي شيء خصوصاً أنني لا أريد أن أضع نفسي في هذا الموقف، وفي الوقت الذي كنت فيه أتجادل مع نفسي وقفت لها أكثر من سيارة أجرة أمامها ولكن لم ينقلها أحد، بل انصرفوا دون أخذها وتكرر هذا ولم ينقلها أحد وجلست في مكانها وتحت تلك الشمس ما يقارب الساعة إلا ربع تقريباً وأنا داخل سيارتي أراقب الموقف وانعم بهواء بارد ولكن داخلي يغلي قهراً وحيرة حتى تغلبت على نفسي وذهبت إليها فقلت أريد أن أوصلك يا أمي، فقالت لي أريد سيارة أجرة تنقلني لا سيارة خاصة، ولكن إن أردت أن تساعدني أوقف لي سيارة أجرة تنقلني بسعر معقول أنا وعربيتي، فذهبت إلى الشارع الرئيسي وأوقفت لها سيارة الأجرة بأي سعر وكنت ألوم نفسي لماذا جلست انتظر كل هذا الوقت ولم أساعدها فوراً ولماذا؟ أخذت أجادل نفسي كل هذا الوقت، ولماذا كانت النظرة السلبية من بعض فئات المجتمع هي المسيطرة أليس الأجر من عند الله وهو العالم بالنوايا، ومن هنا قررت الحصول على سيارة أجرة بأي طريقة لأنقل بها الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، واعتبرها «سبيل» عني وعن والدي رحمه الله في وقت فراغي. فامتلكت سيارة أجرة بالأقساط من إحدى الشركات وعلى حسابي الخاص، ومن ثم وضعت عليها عبارة نقل ذوي الاحتياجات الخاصة مجانا ورقم هاتفي المخصص لهذه الخدمة ليسهل على هذه الفئة الوصول إلي في أي وقت ونقلهم بالمجان دون الحاجة إلى أن يقف في الشارع في انتظار من ينقلهم إلى أي مكان يحتاجونه….
* أوجه عمل الخير كثيرة فلماذا اخترت الاحتياجات الخاصة بالذات؟
– بعد ذلك الموقف أدركت أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لم يهيئ لهم إلى الآن وسيلة مواصلات عامة مجهزة فوجدت أنها أفضل صدقة ممكن أن أقدمها عن والدي لله تعالى، وخدمة هذه الفئة الغالية على قلوبنا بعد أن اكتشفت عن قرب معاناة أعداد كبيرة من المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة غير القادرين على توفير سائق خاص أو سيارة مجهزة خاصة بهم، مهمشين في مسألة النقل الضرورية فما بالك بالنقل إلى الزيارات الخاصة والأماكن العامة كالأسواق والحدائق وغيرها، وأنهم لا يستطيعون الخروج لعدم توفر وسيلة النقل لديهم وأيضاً إلى الآن ونحن مقبلين على عام 2024 م لم يوفر لهم سيارات نقل عام مجهزة تجوب الشوارع أو عن طريق الهاتف تنقلهم حتى ولو كان بأجرة، المهم أن تكون مهيأة لهم يتنقلون بها إلى أي مكان يريدون في أمان وراحة وجو مهيأ لهم من حيث التجهيزات .
] ما هدفك من هذه الفكرة؟
– هدفي دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة مع المجتمع حقيقة لا كلاماً على ورق نهايته الإدراج وعلى الواقع لا شيء، وأن أسعى إلى تطوير الفكرة لتكون وسيلة المواصلات مهيأة لهم لكي يتمكنوا من الخروج والتنقل واندماجهم مع المجتمع والاعتماد على أنفسهم في المطالبة بحقوقهم في المجتمع، علماً أن هنالك أعداداً كبيرة من الأبطال والأدباء والمفكرين والمخترعين والفنانين مغمورين وفي عزلة والسبب عدم توفر وسيلة مواصلات مهيأة لهم إلى الآن، وبالذات العنصر النسائي وأنا حالياً أحاول أن أوسع فكرة هذا العمل إلى أن تكون عملاً جماعياً مؤسساتي يحمل نفس المبدأ وله روح التعاون الإنساني الصادق غير المادي قبل أي شيء آخر.
فبدأت بنفسي أحاول نشر تلك الفكرة رغم انشغالي بعملي الخاص ومسؤوليتي تجاه أسرتي لكي يتحرك إحساس من يحس ليساهم معي في جعل هذا العمل أكبر ويخدم أكبر عدد، خصوصاً أن هذا العمل مجاني ومكلف بالنسبة لي كفرد وأن نحيي روح التعاون بين المسلمين في خدمتهم.
] هل عملك تطوعي؟
– خدمتي لهذه الفئة مجانية وأتمنى أن يستوعب المجتمع هذه الفكرة ويساندني فيها واعتبر ما أقوم به حالياً صدقة عني وعن والدي رحمه الله ووالدتي أطال الله في عمرها وأسرتي أيضاً، ولا أريد مقابل ذلك إلا الدعاء لنا ولوالدي رحمه الله الذي كان لوفاته سبب بعد الله في عملي هذا، ولوالدتي أطال الله في عمرها فمنها تعلمت أن أساعد من أستطيع دون أن انتظر الشكر من أحد وإنما من الله سبحانه وتعالى، وكذلك نصفي الثاني وهي الجندي المجهول في هذا العمل حفظها الله.
] منذ متى وأنت تعمل في هذه الفكرة؟
– بدأت العمل في هذه الفكرة منذ ما يقارب العام.
] هل هناك جهة تدعمك وتساعدك لتتبنى هذا العمل الإنساني؟
– للأسف لم تدعمني أي جهة إلى الآن أو تتبنى هذه الفكرة، كل ما في الأمر وعود لم ينفذ منها شيء، ولم يدعم مشروعي هذا دعماً مادياً من أي جهة كانت، وإنما اجتهادات شخصية ولكي أكون أكثر صدقاً دعمت معنوياً فقط بالكلام، وأتمنى أن أجد الدعم حتى ولو بالقليل.
على سبيل المثال لو بدأ كل إنسان من المجتمع بنفسه وقدم لهذا المشروع صدقة عن نفسه حتى ولو ريال واحد من مصروفه الشهري، فأنظر كم سوف يصبح لدينا مقارنة بعدد سكان الرياض فقط، وهكذا لكل مدينة، فبهذه الطريقة لن نجعل المسؤولية على داعم واحد فقط.
] صف لنا شعورك وأنت تقوم بهذا العمل النبيل؟
– الحمد لله أكون في قمة السعادة حينما أنهي مشواراً وفي المقابل أكون محبط حينما لا أجد من أقوم بتوصيله وغير راضٍ عما أقدمه حينما أجد نفسي عاجزاً عن مساعدة بعض الأخوات، ولا أستطيع خدمتها لأنها لا تستطيع الركوب إلا بمساعدتي في حملها، وهنا أقف حائراً في مسألة الحلال والحرام لأن السيارة إلى الآن غير مجهزة، ولكن هذه إمكانياتي الشخصية ولكن أنا أعمل ما يسهله لي رب العالمين.
] ما الفئات التي تقوم بتوصيلها؟
– أخدم حالياً الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية والمكفوفين غير المقتدرين حتى أنتهي من تجهيز هذا المشروع بشكل أكبر وموسع ومن ثم سأضم من نستطيع خدمتهم من أصحاب الإعاقات الأخرى مستقبلاً…وأتمنى أن أوفق في خدمتهم.
كيف ترى نظرة المجتمع لك ؟
– نظرات المجتمع مختلفة، فهناك من تجده يصفني بالجنون والفاضي، وهناك من يسبني، وهناك من يشكرني ويثني علي ويدعو لي، وهناك للأسف من لايعرف معنى عبارة (ذوي الاحتياجات الخاصة) إلى الآن، وفي الأول والأخير نظرة المجتمع حالياً لم تعد تهمني وما يهمني هي نظرة رب العالمين لي فرضى الناس غاية لا تدرك ولكن من السهل أن أرضي رب العالمين في أن أقدم كل عمل اعمله خالصاً لوجهه سبحانه وتعالى وأسال الله القبول .
] من المسؤول برأيك عن تقديم مثل هذه الخدمات؟
– المسؤولية في الدرجة الأولى على الدولة ممثلة في المسؤولين عن خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والسؤال هنا: هل من هم مكلفون ومؤتمنون من قبل ولاة الأمر على خدمة هذه الفئة قاموا بدورهم على أكمل وجه تجاه هذه الفئة أم أنهم مقصرون مع إخوانهم المواطنين الذين كفلت لهم الدولة حق العيش في حياة كريمة في ظل حكومتنا الرشيدة حفظها الله من كل مكروه.
] ما رؤيتك المستقبلية؟
– رؤيتي بالنسبة لما أقدمه لهذا المشروع كلها تفاؤل وأبذل كل ما استطيع والباقي على رب العالمين وبإذن الله سوف يرى النور قريباً بشكل أكبر وأنا متفائل خيراً ما دمت في بلاد الحرمين وتحت قيادة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله من كل مكروه .
] كيف ترى مشروعك بعد تبني ام بي سي له ؟
– (mbc) غنية عن التعريف فلو تم دعمها لي أو تبنيها الفعلي لي فسوف تحل أزمة كبيرة لهذه الفئة وأتمنى أن توفي أم بي سي معي ويصدق وعدها لكي يتحقق المشروع على ارض الواقع في القريب العاجل …
] كلمة تحب أن تختم بها ؟
– إلى إخوتي الشباب وأخواتي الشابات الذين هم من سيبنى على يديهم جيل المستقبل يجب أن نكون قدوة لشباب المسلمين في جميع بلدان العالم ونريهم الصورة الحقيقية عن هذا الدين الاسلامي، وأنه هكذا يأمرنا ديننا وأن ديننا دين حب ورحمة وألفة لا دين عنف وإرهاب وكراهية، كما يتصور البعض.
وأخيراً أتمنى من الله عزوجل أن يهديني إنه سميع مجيب ويرحم والدي ويطيل في عمر والدتي وان يصلح لي ذريتي وأن يجنبني الرياء وان يجعل عملي خالصاً لوجه الله تعالى.
شاكرة لك تواجدكِ ومروركِ الكريم على الموضوع..
تقبلي تحيتي