أحمد المهندي
بعد متابعتي للعديد من الحالات والاتصالات التي تردني بهذا الخصوص، فأرى أننا نحتاج لبذل مزيد من الجهد للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة للأطفال، فيجب أن يكون هناك فريق عمل من قبل مؤسسة حمد الطبية أو ذوي الشأن في اكتشاف الحالات مبكرا قبل زيادتها وصعوبة السيطرة عليها لأن هناك إعاقات لا تظهر إلا بعد فترة ولكنها قد تعطي مؤشرات، فإذا لم تبادر الأسرة بالاهتمام ويتبعها اهتمام من المستشفى فقد تصعب السيطرة عليها لاحقاً.
وأنا اعتقد أن أفضل طريقة لاكتشاف الحالات مبكرا هي فترة الخطوبة، أي أن يكون هناك مكتب خاص عند الزواج يدرس التاريخ العائلي للطرفين المتقدمين للزواج، وكذلك أتمنى أن يكون الفحص الطبي للطرفين ملزما يبنى عليه عقد الزواج لاكتشاف العديد من الأمراض والتصدي لها.
ومن ثم متابعة المستشفى في حالة وجود حالة معينة قد تؤدي إلى إعاقة وتقديم كافة الخدمات الممكنة، لذلك منذ البداية، وستكون أمور بسيطة ولكن صعوبتها في تأخرها وازديادها.
وكما أود أن أشير إلى أن الأسرة لها دور كبير في الاهتمام بهذا الأمر بالتعاون مع المستشفى وعدم الخجل بأن لديهم ابنا أو بنتا لديها إعاقة أو مثلا (توحد) لأن مرض التوحد يظهر في الغالب فجأة، وترفض ساعتها الأسرة الواقع وتنطوي على نفسها وتخشى المواجهة، وهذا يؤدي إلى ازدياد المرض وظهور أمراض أخرى كالأمراض النفسية وخلافها.
وأتمنى أن يكون للطبيب النفسي دور في علاج مثل هذه الأمراض وألا يدفع المستشفى مثل هؤلاء المرضى إلى قسم الطب النفسي بهذا المسمى مما يؤدي إلى نفور المرضى وعائلاتهم عن ذلك بحكم العادات والتقاليد وانهم ليسوا بمجانين كي يذهبوا إلى مستشفى الطب النفسي والأفضل أن يكون الطبيب النفسي ضمن مجموعة الأطباء الذين يمرون على المرضى دون أن يعرف ما وظيفته إلا بين الأطباء أنفسهم ويصرف الدواء المناسب ويعطي التوجيه المطلوب.
وأنا أميل إلى أن يكون الطبيب النفسي المعالج للقطريين، قطريا يفهم العادات والتقاليد وطريقة التعامل مما يؤدي إلى أثر إيجابي مهم يساهم في الشفاء وهذا ينطبق بقدر الإمكان على جنسيات أخرى يكون لها طبيب من نفس الجنسية والديانة.
من باب آخر نأتي إلى الأسرة وما مدى ثقافتها وتفهمها لنوع المرض أو الإعاقة التي تكون موجودة لأحد أفرادها، لأن المريض لن يظل طول العمر في المستشفى وستحتاج الأسرة أن تعرف التعامل المطلوب معه في المنزل.
فكيف يحصل لها ذلك وهي لا تعرف حتى كيف تحمله، فالمرجو من المؤسسات الإعلامية بدعم من الدولة وكذلك القسم الإعلامي بمؤسسة حمد الطبية أن يقيم الندوات والمحاضرات التعريفية والتثقيفية في هذا الشأن لأفراد المجتمع ولمن لديهم معوقون حتى يتثقف المجتمع ونحد من ازدياد الإعاقات وامكانية السيطرة عليها وان تكون هناك دورات تدريبية لأولياء الأمور ويا حبذا لو تنشأ رابطة مختصة بالمعوقين تعطى الفرصة لالتقاء أهل المعوقين مع بعضهم البعض وتبادل الخبرات وان تهيئ لهم جوا مثاليا مدعوما بكافة وسائل الراحة والترفيه مما ينجذب إليه أولياء الأمور ويستفيد الجميع من الالتقاء.
وأرجو لو أمكن وجود روض أو حضانات خاصة للمعوقين حسب إعاقاتهم يمكن للأم أن تضع طفلها فيها حتى تذهب إلى عملها لأن الكثير من الأمهات يتسببن في تعطيل أعمالهن، أو قد يتركونها لأن لديهن أطفالا يحتاجون لرعاية في المنزل، ومن الخطأ أن تعتمد الأم على خادمة لطفلها المريض، ولن أقول الشفلح، وخذوا أولادكم إلى الشفلح فكم سيستوعب الشفلح وهل يجب على الجميع بمختلف المناطق في قطر أن يذهبوا إلى الشفلح، فتلك صعوبة ومعاناة للمعوقين وذويهم.
وكذلك الأفضل أن تسمح وزارة الداخلية بإعطاء خادمات عربيات للأسر التي لديها معوقين حتى يتعلم الطفل اللغة العربية، خاصة ممن لديهم صعوبة النطق والتعلم.
وأتمنى ألا يفرق بين المعوقين القطريين وغير القطريين، فهذه ابتلاءات ويجب الرأفة بهم ومعاملة غير القطريين كقطريين بقدر الإمكان، خاصة في الأمور الغالية الثمن مثل شراء الأطراف الصناعية، أو تكلفة التعليم، أو حاجيات الإعاقة، أو غير ذلك.
ونحن نعرف أن هناك الكثير من غير القطريين هم ممن قضوا سنوات طويلة في قطر وخدم هذا البلد لأكثر من 30 أو 40 سنة، فإذا أصبح لديهم طفل معوق إعاقته صعبة جعلناه يهمله ويتركه في البيت دون اهتمام.
وقطر هي الخير والمحبة والسلام للجميع.
شاكرة لك تواجدكِ ومروركِ الكريم على الموضوع..
تقبلي تحيتي