يقول السائل: ما الإثم الذي يقع على بائعي الحلويات وتسالي الأطفال الذين يلفون مبيعاتهم في مثل الورق المكتوب عليه كلام الله عزَّ وجلَّ أو علماًَ شرعياً؟ وما نصيحتكم لمن يفعل ذلك؟
الإثم على من استخدم الصحف والأوراق التي فيها ذكر الله أو آيات من القرآن سواء استخدما في لف أطعمة أو لف حاجات أخرى أو جعلها سفرة فوقها الطعام كل ذلك منكر ولا يجوز، ونبهنا على هذا مرات كثيرة في الصحف المحلية وغيرها.
فالواجب على كل مسلم أن يحذر هذا الشيء، وأن يكون عنده من احترام كتاب الله واحترام أسماء الله ما يزجره عن هذا العمل، فالجرائد وغيرها من الأوراق التي فيها آيات قرآنية أو فيها ذكر الله أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو شيء من أسماء الله الواجب ألا يستعملها كملافٍ ولا سفرة ولا غير هذا مما يهينها، لكن إذا حك منها أسماء الله أو قطع ما فيه أسماء الله ولم يبق إلا شيء ليس فيه أسماء الله وليس فيه آيات فلا بأس.
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول
أخذ المصحف باليد اليسرى
هل يجوز أخذ المصحف وحمله باليد اليسرى؟
لا أعلم في هذا شيئاً، وإن كان أخذه باليمين أفضل، فاليمين أفضل بكل حال، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل اليمين لطهارته وترجله، وللأخذ والعطاء، والمصافحة ونحو ذلك[1]. واليسرى لما سوى ذلك، فإذا دعت الحاجة إلى أن يأخذ المصحف باليسار؛ لأن اليمين تعبت أو ما أشبه ذلك فلا حرج إن شاء الله؛ لأنهما، أي اليدان، تتعاونان، وليس المقصود بأخذ المصحف بها إهانة ولا تساهلاً، وإنما تعاون من هذه لهذه، وهما يتعاونان في ذلك، فإن جعلها في اليسرى وقرأ أو في اليمنى وقرأ، فكله لا بأس به إن شاء الله، لكن كونه باليمنى أولى وأفضل لما تقدم من تفضيل اليمنى في الأخذ والعطاء والأكل ونحو ذلك.
——————————————————————————–
[1] رواه البخاري: كتاب: اللباس، باب: يبدأ بالنعل اليمنى، رقم (5854)، ومسلم: كتاب: الطهارة، باب: التيمن في الطهور وغيره، رقم (268).
حكم من استهزأ بشيء من شعائر الدين
يقول السائل: ما حكم من استهزأ بشيء من دين الإسلام أو الرسول صلى الله عليه وسلم أو القرآن؟
ترجم لهذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ترجمة بيّن فيها كفر من فعل شيئاً من هذا، من هزل بشيء من ذكر الله أو القرآن، أو استهزأ به فهذا كفر عظيم. وكذلك من استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم أو بالله سبحانه، أو القرآن، أو بالجنة، أو بالنار، أو ما أشبه ذلك، أو استهزأ بالصلاة، أو بالصوم، أو بالجهاد، أو ما أشبه ذلك صار كافراً بذلك، إلا أن يكون جاهلاً لا يفهم فإنه يُعلَّم ويوجّه، فإذا أصرّ ولم يتب كفر؛ لقول الله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ[1].
فكفَّرهم الله باستهزائهم، فدلّ ذلك على أن الاستهزاء بشيء من ذكر الله والقرآن والسنة ونحو ذلك يعتبر كفراً بعد الإيمان، نسأل الله العافية.
——————————————————————————–
[1] سورة التوبة الآية 65، 66.
ويزاك ربي خير الجزاء ان شاء الله
يارب العالمين
وتسلم ع طرح
وان شاء الله في ميزان حسناتك اخوي الكريم