تقرير عن التفكير
تعريف التفكير
تباينت وجهات نظر العلماء والباحثين التربويين حول التعريف العام للتفكير ، إذ قدموا تعريفات مختلفة إستناداً إلى أسس وإتجاهات نظرية متعددة ، فمنهم من يعرفه على أنه عملية سلوكية خارجية ،وأخرون يرون أنه عملية معرفية داخلية . فالسلوكيون يرون أنه يجب على علم النفس أن يتعامل مع سلوك الفرد الملحوظ بشكل تجريبي كأساس لمعلوماته ، فالعمليات الداخلية لا يمكن ملاحظتها مباشرة . أما المعرفيون فيقولون أن السلوك هو مجرد نتيجة للتفكير ، كما أن التعليم هو نتيجة لمحاولة الفرد الجادة لفهم العالم المحيط به عن طريق إستخدام أدوات التفكير المتوافرة لديه، ولذلك يجب أن تركز على عملية تكون المعلومات التي تكون السلوك ، وكيفية تنولها .
أهم التعريفات التي تناولت التفكير
1. ديبونو : يرى أن التفكير هو العملية التي يمارس الذكاء من خلالها نشاطه على الخبرة ، أي أنه يتضمن القدرة على إستخدام الذكاء الموروث ،و إخراجه إلى أرض الواقع ، مثلما يشير إلى إكتشاف متبصر أو متأن للخبرة من أجل الوصل إلى الهدف .
2. كوستا : يرى أن التفكير هو المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الأفكار ، من أجل إدراك المثيرات الحسية والحكم عليها.
3. اوزغود : يعرف التفكير على أنه تمثيل داخلي للأحداث والمثيرات الخارجية الموجودة في البيئة
4. قطامي : يعرف التفكير على أنه عملية ذهنية يتطور فيها المتعلم من خلال عمليات التفاعل الذهني بين الفرد وما يكتسبه من خبرات ، بهدف تطوير الأبنية المعرفية والوصول إلى إفتراضيات وتوقعات جديدة
5. بيسكت وغيربنق : يعرف التفكير على أنه سلسلة من العمليات التي يمكن مشاهدتها مباشرة والتي تتضمن التحكم والتعديل والبناء على عمليات التمثيل الرمزي الداخلي للفرد.
6. عرفته موسوعة علم النفس التربوي : بأنه كل نشاط ذهني أو عقلي يتضمن سيلاً من الأفكار تبعثه وتثيره مشكلة أو مسألة تحتاج إلى حل ، فهو لا يحدث إلا إذا سبقته مشكلة تتحدى عقل الفرد. فالتفكير مفهوم إفتراضي يتضمن سيلاً أو توارداً غير منظم من الأفكار والصور والذكريات والانطباعات العالقة في الذهن .
تؤكد التعريفات السابقة تعقد مفهوم التفكير وتعدد أبعاده وتشابكها ومما يعكس تعقد العقل البشري وتعقد عملياته .
ومع ذلك يمكن القول أن التفكير هو نشاط معرفي يرتبط بالمشاكل والمواقف المحيطة بالفرد وبقدرة الفرد على تحليل المعلومات التي يتلقاها عبر الحواس مستعيناً بحصيلته المعرفية السابقة وبذلك فهو يقوم بإعطاء المثيرات البيئية معنى ودلالة تساعد الفرد على التكيف والتلاؤم مع المحيط الذي يعيش فيه .
خصائص التفكير
أشارت العديد من الدراسات التي اهتمت بالتفكير كعملية معرفية إلى أنه يتميز بخصائص يمكن إجمالها على النحو التالي :
1. التفكير سلوك متطور ونمائي يختلف في درجة ومستوياته من مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى وعليه فإن التفكير سلوك تطويري يتغير كماً ونوعاً تبعاً لنمو الفرد وتراكم خبراته.
2. التفكير سلوك هادف ، فهو لا يحدث في فراغ أو بلا هدف . وإنما يحدث قي مواقف معينة .
3. التفكير يأخذ أشكال عديدة كالتفكير الإبداعي والناقد والمجرد والمنطقي وغيرها .
4. التفكير الفعال هو التفكير الذي يوصل إلى أفضل المعاني والمعلومات الممكن استخلاصها .
5. التفكير مفهوم نسبي فلا يعقل لفرد ما أن يصل إلى درجة الكمال في التفكير أو أن يحقق ويمارس جميع أنماط التفكير . يتشكل التفكير من تداخل عناصر البيئة التي يجري فيها التفكير (فترة التفكير) ،والموقف أو الخبرة .
6. يحدث التفكير بأشكال وأنماط مختلفة ( لفظية ، رمزية ، كمية ، منطقية ، مكانية ، شكلية ) لكل منها خصوصية .
تصنيفات التفكير
يرى العديد من علماء النفس أنه يمكن تصنيف التفكير إلى مستويات حسب درجة تعقيد كل نمط من أنماط التفكير المختلفة . ويصنف نيومان مهارات التفكير المختلفة في فئتين رئيستسن هما
♦ التفكير الأساسي . ♦ التفكير المركب .
مهارات التفكير الأساسي
تعنى بالأعمال اليومية الروتينية التي يقوم بها الفرد ،و يستخدم فيها العمليات العقلية بشكل محدود كإكتساب المعرفة وتذكرها ،و الملاحظة ،و المقارنة ،و التصنيف ,و التفكير الحسي والعلمي , كما يشمل المهارات الدنيا في تصنيف بلوم مثل : المعرفة ،و الاستيعاب ،و التطبيق ،و يعد إتقان هذه المهارات أمر ضروري قبل الانتقال إلى مستويات التفكير العليا .
مهارات التفكير العليا أو المركبة
تتطلب الاستخدام الواسع والمعقد للعمليات العقلية ،و يحدث هذا عندما يقوم الفرد بتفسير وتحليل المعلومات ومعالجتها للإجابة عن سؤال ، أو حل مشكلة لا يمكن حلها من خلال الاستخدام العادي لمهارات التفكير الدنيا . وتتطلب إصدار أحكام أو إعطاء رأي ،و استخدام معايير ومحكمات متعددة للوصول إلى نتيجة. وتشمل هذه المهارات التفكير الناقد، والإبداعي ،وما وراء المعرفي، والاستدلالي ، والتأملي ، وغيرها .
ومن التصنيف السابق لمهارات التفكير , عمد البعض إلى تصنيف التفكير حسب درجة تعقيده وعمق معالجاته المعرفية ، حيث أمكن تصنيفه إلى نمطين :
♦ نمط التفكير السطحي . ♦ نمط التفكير العميق .
نمط التفكير السطحي
يتميز هذا النمط ببساطة الموضوعات التي تشغل تفكير الإنسان بحيث لا تتطلب جهداً كبيراً كما هو الحال في أشكال التفكير الأساسية كالحفظ والتذكر أو الاسترجاع ، وحل المشكلات البسيطة ، وممارسة التقليد بصوره بسيطة لا تتطلب المعالجة العميقة .
نمط التفكير العميق
يمارس الفرد هنا عمليات معرفية معقدة كالاستنتاج ، والاستدلال ، والإبداع ،و النقد ،و التحليل ،و التساؤل ، مع التعمق في دلالات مادة التفكير ، بهدف الحصول على منتج يتمتع بدرجة عالية التعمق.
يسلموو