وفي استطلاع أجرته “الخليج” حول تصاميم المرافق والمنشآت المدرسية الجديدة، طرح عدد من مديري المدارس والتربويين رأيهم حول النماذج المعروضة والاحتياجات التي ينبغي توافرها في الأبنية المدرسية الجديدة، معربين عن تقديرهم لدور مجلس أبوظبي للتعليم في اشراكهم في عملية اختيار التصاميم، مؤكدين أن مثل هذه الخطوات يعد ترجمة حقيقية للشراكة والعمل بروح الفريق الواحد .<o:p></o:p>
يؤكد حمد الظاهري مدير البنى التحتية والمنشآت في مجلس أبوظبي للتعليم أن البناء المدرسي يعتبر أحد العناصر الرئيسية للتطوير المنشود، مشيراً إلى أنه سيتم اختيار ثلاثة تصميمات من النماذج التي تقدمت بها نحو 40 شركة متخصصة من داخل الدولة وخارجها من بين هذه التصميمات، التي روعي فيها أن تكون مختلفة تماماً عن تلك التصاميم للمباني المدرسية الموجودة حالياً في الميدان، البناء التقليدي، لافتاً إلى أننا بحاجة إلى هذا الأسلوب الجديد في مدارسنا المستقبلية التي تخدم المجتمع وتنمي شخصية الطالب من خلال تفاعله مع الوسط المحيط به وتعويده على التفكير الخلاق واكتساب المهارات، بالإضافة إلى توافر كافة وسائل الأمن والسلامة فيها، واتاحتها للطالب ممارسة أنشطته اللاصفية وتفاعله الصفي من خلال القيام بأنشطة علمية تطبيقية يؤديها في مختبرات مجهزة وفق مواصفات عالمية .<o:p></o:p>
وأوضح الظاهري ان الأبنية الجديدة تتميز بملاءمتها لعملية التعلم والمرونة والقابلية للتكيف وسهولة البناء والصيانة واحترام البيئة الثقافية والشكل العام .<o:p></o:p>
ويقول سعيد الكعبي مدير مدرسة الشويب في تعليمية العين إن المباني الجديدة ستسهم في تحقيق نقلة نوعية للتعليم في إمارة أبوظبي، وستوفر البيئة الجاذبة للطلبة التي تحفزهم ومعلميهم على المزيد من العطاء بما توفره التصاميم الجديدة من مرافق وخدمات لم تشهدها المنطقة من قبل، مشيراً إلى أن النماذج الجديدة للمدارس المستقبلية التي تم عرضها على الميدان التربوي في إمارة أبوظبي اهتمت بما يتناسب مع الكثافة السكانية والوضع الجغرافي والعوامل المناخية الخاصة بكل منطقة، كما أنه من الممكن ان تضم كل مدرسة أكثر من مرحلة دراسية ولكن بصورة مستقلة وذلك بهدف التسهيل على أولياء الأمور وطمأنتهم على أبنائهم الصغار كونهم يذهبون ويعودون مع اخوانهم الاكبر سناً منهم، بالإضافة إلى عدم تغيير البيئة المدرسية على الطالب عند انتقاله من مرحلة دراسية إلى أخرى، ويرى انه يجب ان تهتم تلك المباني الجديدة بتطوير العقول الموجودة وأن يتم استثمارها الاستثمار الأمثل والمناسب كما يجب أن تخدم المجتمع المحيط بالطالب .<o:p></o:p>
وتقول أمينة الماجد مديرة مدرسة أم عمار للتعليم الثانوي في تعليمية أبوظبي إن التصاميم الجديدة ستعالج الكثير من المشكلات والصعوبات التي يواجهها الميدان التربوي والتعليمي اليوم، خاصة في مجال السيطرة على المساحات المفتوحة والاشراف عليها، وسهولة المرور والتنقل داخل المبنى، مشيرة إلى أنه سيستفاد من الساحات الموجودة في مبنى المدرسة لخدمة الطالب والمعلم وجعل المدرسة بيئة جاذبة لا طاردة لهما تكسر الجمود وتخدم أساليب التدريس الحديثة القائمة على التفاعل بين المعلم والمتلقي وتحرص على الاهتمام بمهارات الطالب وتصقل هواياته وتراعي احتياجاته، لافتة إلى انه في الوقت ذاته تجب إضافة مشرفين على إدارة المباني الجديدة للحفاظ على سلامتها ومتابعة أعمال صيانتها .<o:p></o:p>
ويقترح الدكتور عبدالله الحوسني مدير اكاديمية الجزيرة في تعليمية أبوظبي ان تشمل التصاميم الجديدة مدارس متخصصة في بعض الألعاب الرياضية المرغوب فيها لدى الطلاب مثل ان تخصص مدرسة تهتم برياضة كرة القدم وأخرى بالسباحة إلى جانب تدريس المواد العلمية، ما من شأنه جعل الطالب يعشق مدرسته، إلى جانب تخصيص مكتبة ومسرح وصالات رياضية وقاعات الكمبيوتر والموسيقا، مشيراً إلى أن التصاميم الجديدة للمدارس راعت متطلبات المرحلة التعليمية، وسهلت على أولياء الأمور التعامل مع المدرسة كون التصاميم ضمنت المبنى المدرسي كافة المراحل بدءاً من الروضة وحتى نهاية المرحلة الثانوية وان كانت في مبان لها مداخلها ومخارجها المستقلة الخاصة بكل مرحلة .<o:p></o:p>
وقال إن اللون الأخضر غالباً ما يجذب الطالب ويقصد به الملاعب الخضراء التي يجب ان تتوافر في مدرسة المستقبل، إلى جانب الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم كل التسهيلات لهم داخل المدرسة وتوفير بيئة لخدمتهم خاصة ان الدولة تتجه حالياً نحو دمج هذه الفئة في مدارس التعليم العام .<o:p></o:p>
ويقول محمد الحمادي مدير مدرسة الارتقاء بتعليمية أبوظبي، اننا بحاجة إلى إعداد جيل من المتعلمين والمهنيين لمرحلة ما بعد النفط لذلك ينبغي ان يتم التركيز في التصاميم الجديدة للمدارس على الاهتمام بإعداد كوادر قادرة على العمل المهني وفي مختلف الوظائف والمهن من خلال تخصيص أبنية تجارية داخل المدرسة يديرها الطلاب بأنفسهم تربطهم بمجتمعهم وترغبهم في المهن الحرفية .<o:p></o:p>
وتقول شيخة الزعابي مديرة مدرسة فلسطين الثانوية للبنات إن المرافق والمنشآت المستقبلية للجيل الجديد من المدارس لها مزايا رئيسية منها توفير فرص التعلم التي تتسم بالمرونة والتنوع واستخدام نظام الانارة الطبيعية وضمان راحة الطلاب من حيث درجة الحرارة وعزل الضوضاء وتوفير المختبرات المتخصصة وإتاحة الفرصة للقيام بالأنشطة العملية وتخصيص قاعات للأنشطة الفنية والموسيقية والرياضية، والتواصل مع المجتمع المحلي وتوفير متطلبات وحاجات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، على عكس المدرسة التقليدية اليوم التي تعتبر احادية الاتجاه في اتباع أساليب التدريس وأصبحت غير مجدية في ظل التطوير والتحديث للعملية التعليمية لعدم كفاية المختبرات والقاعات المتخصصة ووجود الممرات الطويلة والمساحات غير المستغلة والباحات المفتوحة .