شيري بلير تشيد بالجهود القطرية في رعاية ذوي الاحتياجات
عدد الأطفال ذوي الإعاقات يتضاعف في العالم
الصحة والتعليم أساسيان في النهوض بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة
أكثر من 770 ألف طفل معاق تحت سن الـ 16 بزيادة تقدر بـ 62 %
دور بارز للمؤسسات الخيرية في دعم ورعاية ذوي الاحتياجات
سمية تيشة
رفع وعي المجتمع لصالح المعاقين وتعزيز احترام حقوقهم وكرامتهم ومكافحة اشكال التحيز والممارسات الضارة المتعلقة بهم كانت القضية الجوهرية التي استأثرت باهتمام المشاركين في المنتدى العالمي السنوي الثاني لذوي الاحتياجات الخاصة الذي استضافته الدوحة اواخر ابريل الماضي.
والى جانب التركيز على هذه النقطة الواردة فى المادة الثامنة من قانون الامم المتحدة فقد ركز المنتدى الذي ينظمه مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة سنوياً تحت الرعاية الكريمة لصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصرالمسند على تمكين الجميع من حقوق الانسان بمن فيهم ذوى الاحتياجات الخاصة حيث تطرق المؤتمرون إلى الدور الحيوي الذي يمكن ان ينهض به الاعلام فى مجال نشر التوعية بحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة والاستفادة من تجربة كل دولة فى مجال دمج ذوي الاحتياجات الخاصة فى المجتمعات فى كافة انحاء العالم. وقد ناقش المنتدى ورقتي عمل قطرية الورقة الأولى قدمها مركز الطب الجيني بالشفلح حول تأثير الجينات الوراثية في منع الإعاقة وتوفير الرعاية الخاصة أما الثانية فقدمتها السيدة سميرة القاسمي نائب المدير العام بمركز الشفلح تحدثت من خلالها عن الجهود المبذولة حول البرامج الأكاديمية والعائلية والمجتمع لمركز الشفلح وتم عرض ثلاث تجارب قطرية حية من واقع المجتمع القطري جسدت الأهمية الكبيرة التي توليها دولتنا لهذه الفئة.
وقد اشاد سعادة السفير لويس غاليغوس الممثل الدائم للإكوادور في الأمم المتحده المؤتمر بالإنجازات التي تحققت لذوي الاحتياجات الخاصة بدولة قطر وثمن دور مركز الشفلح الذي يضم العديد من الخبرات العالمية في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
نشر الوعي العام
كما كانت المناقشات التي شهدها المنتدى موضع اهتمام السيدة شيري « بلير» حرم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التي وصفتها بالقول: يصعب في مثل هذه المناقشات المتعمقة والمثيرة استنتاج بعض العناصر الرئيسة والمهمة ولكنني أعتقد أنه توجد بعض الموضوعات التي تأثرت بها وهي الاعتقاد في حقوق الإنسان وزيادة الفرص للكل خاصة أن هؤلاء يواجهون فواصل وحواجز حقيقية في حياتهم اليومية والاعتراف بالتعليم كأداة حيوية في إطلاق مكامن الأفراد المستقبلية وكعامل أساس في التغيير في المجتمع والحاجة إلى تعزيز سلطة الإعلام وتقويتها لإحداث تغيير فعلي في التعامل مع الأشخاص المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة كي يتم اشتمالهم ضمن بقية المواطنين الأسوياء ومعاملتهم بالتساوي.
السيده شيري بلير قدمت صورة معبرة عن التحديات بقولها : "من السهل الشعور بالإحباط عندما نفكر في التحديات التي نواجهها في عملي كمحامية متخصصة في مجال حقوق الإنسان وكذلك في الأدوار التي شاركت فيها في الأعمال الخيرية والتطوعية وبصفتي رئيسة لمؤسسة بارناردو وسكوب للرعاية الخيرية فإنني أعلم تماماً آلام التمييز والتفرقة اليومية التي يعاني منها الأشخاص المعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة في كل أنحاء العالم ولكن لأنني عملت عن قرب منذ البداية في مؤسسة سكوب تايم للحصول على المساواة في الحملات الدعائية ، رأيت أيضاً كيف أن الأشياء تتغير بقوة للأفضل عندما يتشارك الأشخاص المعاقون والأسوياء معاً في الأعمال المشتركة فالتغيير الذي ينقل بسرعة التحول في حياة الأفراد ليكون لهم تأثير نحو الأفضل على اقتصادنا وقوة مجتمعاتنا.
هذا الواقع يستدعي تغيير ميثاق الأمم المتحدة ذلك لأنه كما تقول السيدة بلير, يمكن أن يؤدي دوراً رئيساً في مساعدة التسريع في التغيير وأنها حضرت احتفالات مؤسسة سكوب في اليوم الذي وقعت فيه الأمم المتحدة على المعاهدة وعلى وثيقة حقوق الأشخاص المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى العالم، والتي تم الاعتراف فيها مؤخراً معتبرة ذلك إنجازا عظيما وهي ثمرة الدعوة الصادقة على مدى عقود طويلة لمساعدة الأشخاص المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وقالت: ولكن بقدر أهمية هذه الخطوة فإننا كلنا نعرف أنها ليست نهاية الحرب من أجل المساواة وفي الحقيقة إنها البداية لمعركة التساوي المهمة والعادلة والاعتراف بالمسؤوليات الملقاة على عاتقنا جميعاً لتوكيد هذه الحقوق وبأنها لها تأثير إيجابي على حياة الأشخاص المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة حيث ليس هناك أفضل من البدء بالتعليم الذي يساعد كل الناس على الوفاء بمقدراتهم الكامنة وهذا في حد ذاته مفتاح رئيسي في رعاية التضمين والاشتمال وفي بناء مجتمع عادل قائم على المساواة مؤكدة على أن مركز الشفلح يعتبر من المراكز المتميزة في العالم فهو انشئ لمعالجة قضية عدم المساواة في توفير فرص التعليم للأطفال المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية الإنجازات الفردية داخل إطار الدعم الشخصي لكل طفل.
770 ألف طفل معاق
ويعتبر تحقيق حقوق الإنسان بالنسبة للأشخاص المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة جهدا إنسانيا عظيما يتجاوز الحدود الوطنية والقارات وقد كشفت السيدة بلير الأرقام التي عرضتها المملكة المتحدة في 2024 حيث يوجد أكثر من 770 ألف طفل معاق تحت سن الـ 16 وهي زيادة تقدر بـ 62 % عما كانت عليه في العقود الثلاثة الماضية وإن هذا الارتفاع جاء نتيجة للتقدمات الهائلة التي حدثت في العلوم الطبية والرعاية الصحية مما يعني أن المزيد من الأطفال قد نجوا من مشكلات الولادة لذلك فإن النمو في عدد الأطفال ذوي الإعاقات سيستمر وسيتضاعف في كل أنحاء العالم مما يمثل تحدياً لكل الحكومات ليس فقط بالنسبة للخدمات المقدمة مثل الصحة والتعليم بل أيضا ًفي كيفية اشتمال الأطفال المعاقين بالكامل ضمن مجتمعاتهم.
جهود المؤسسات الخيرية
وتلعب المؤسسات الخيرية دورا حيويا في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عمل الكثير من الدعايات لضمان حياة أفضل للأشخاص المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة. وفي هذا المجال ضربت السيدة بلير مثالا هو مؤسسة بارناردو التي بدأت عملها في 1867 م كموفر لرعاية السكن والإقامة للأيتام ثم تحولت بشكل جوهري في السبعينيات لتعكس الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لإعادة التركيز على منع التفسخ الأسري بدلا ًمن لملمة ما ضاع وفقد بعد وقوع التفسخ وهي تعمل اليوم على رعاية أكثر من 110 آلاف طفل سنوياً من أكثر من 380 مجتمعا بنية على الخدمات الواقعة تحت الضغط من الفقر والإعاقة والتشرد وسلسلة واسعة من العيوب الاجتماعية.
كما واثنت على جهود مؤسسة سكوب والتي تأسست في الخمسينيات من القرن الماضي بواسطة آباء أطفال كانوا يعانون من شلل المخ الرعاشي وقد تطورت لتقدم خدمات مباشرة لأكثر من 20 ألف طفل مما يزيد من اشتمال الأطفال المعاقين والخيارات الحية المستقلة للكبار المعاقين بينما يتم في نفس الوقت تشجيع رسالة حقوق الإنسان القوية في حملة "الوقت الذي تصبح فيه متساوياً" مبينة لنا القوى المتحدة للتشريع الإيجابي علاوة على الحملات ببناء وعي شعبي أكبر وترابطاً مع تقديم الخدمات المثالية التي تفي بحاجات الأفراد المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، مما ينتج عنه موجة قوية من التغييرات وأن ما يحتاج له العالم هو الرؤية والالتزام.
جهود قطر
وقد كانت جهود قطر التي تبذلها في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على توفير الخدمات والبرامج الصحية والنفسية والاجتماعية موضع اعجاب واشادة السيدة بلير التي قالت: إنني أعرف أن هناك تطوراً عظيماً يحدث بناءً على توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وحرمه صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند. وأن العمل الذي يتم هنا والمنشآت الرائعة التي يقومون بتطويرها يشعر كل المواطنين في قطر بالفخر والاعتزاز لذلك فإن زيارتنا للدوحة قد مكنتنا من معايشة كرم الضيافة الرائعة التي غمرتنا بها صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ومركز الشفلح وقد كانت أيضا ًفرصة عظيمة وفريدة للمشاركة بآرائنا العالمية والتعريف بأهدافنا المشتركة ونقل خططنا للعمل إلى بلداننا لدعم الأشخاص المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة لتحقيق العدالة والمساواة.