تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » القناعة كنز لا ينفد

القناعة كنز لا ينفد 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

من روائع أمير المؤمنين الأمام علي عليه السلام ( القناعة كنز لا ينفد ) وليس كما نسمع القناعة كنز لا يفنى …

فالقناعة سبحان الله راحة بال و رضى بالحال و إن قلّ المال .مع توكل بالخالق سبحانه و تعالى
فهي راحة بال لأن المسلم مقتنع بأن حالته هي مقدرة من قبل الله تعالى ..فالله تعالى قدر أن يكون مثلا متوسط الدخل أو فقير أو مريض دائم .و هو مقتنع بأن الله تعالى قدر عليه أن يعمل عملا بسيطا .أو يكون صاحب عمل ذا دخل بسيط !
إن القناعة من يحلل بساحتها ..لم يلق في ظلها همّا يؤرّقه
و القناعة ايضا تكون دائما ضد و عكس الحسد و ضد الحقد و ضد الهم و الغم و الحزن .فالمؤمن الحقيقي القانع بما أعطاه الله لا يحقد على شخص آخر بسبب حاله الميسور و لا يحسده و لا يكون مهموما في آخر الليل و مغموما و حزينا بسبب حالته الاقتصادية السيئة
و القناعة ايضا تكون ضد الحيلة و الاحتيال على الناس و سرقتهم بطرق ملتوية و الضحك على ذقونهم بأساليب خسيسة للحصول على الأموال
قيل : أوحي الله تعالى إلى موسى عليه السلام ” أتدري لما رزقت الأحمق ؟ ” ….قال : لا يا رب , قال : ” ليعلم العاقل أن طلب الرزق ليس بالإحتيال “
و لكن بالمقابل .القناعة ليست ضد طلب الرزق الشريف الخالي من الشوائب .مع توكل بالله تعالى …..فالقناعة و التوكل أمران ملازمان لبعضهما البعض …..فيجب أن يكون الحال كما يلي :
>> توكل على الله تعالى …..و اقنع بما يؤتيك و لو كان قليلا ….و لا تحقد على أحد و لا تحسده و لا يكن يومك كله هم و غم و حزن <<
و هذه الكلمات تعني (السعادة )
فعلا انها سعادة ..و هي من دلائل محبة الله تعالى أن تتوكل عليه و ترضى بما يعطيك
العبد حر ما قنع ……..و الحر عبد ما طمع
يقول الأمام علي عليه السلام ( أكثر مصارع الرجال تحت بروق المطامع )..
و الطمع آفة و هو ملازم للحرص و الحسد مع اختلاف في النسبة .و قيل لما خلق الله آدم عليه السلام عجن بطينته ثلاثة أشياء الحرص و الطمع و الحسد فهي تجري في أولاده إلى يوم القيامة
فالعاقل يخفيها و الجاهل يبديها
و المعنى أن الله تعالى خلق شهوتها في الانسان
يقول الشاعر :
حسبي بعلمي إن نفع ……ما الذل إلا في الطمع
من راقب الله نزع ………عن سوء ماكان صنع
ماطار طير و ارتفع ……إلا كما طار وقع

احب اذكر لكم كلام جميل جدا للجاحظ و هذا الكلام يبين لنا الحكمة لوجود القناعة :

(( إنما خالف الله تعالى بين طبائع الناس ليوفق بينهم في مصالحهم , و لولا ذلك لاختاروا كلهم الملك و السياسة و التجارة و الفلاحة , و في ذلك بطلان المصالح و ذهاب المعايش فكل صنف من الناس مزين لهم ( يعني محبب لهم ) ماهم فيه , …..فجعل الله الاختلاف سبيلا لإئتلاف , فسبحانه من مدبر قادر حكيم …..ألا ترى البدوي في بيت من قطعة خيش معمد من عظام الجيف , كلبه معه في بيته , لباسه شملة من وبر أو شعر , و دوائه بعر الإبل , و طيبه القطران و بعر الظباء و حلي زوجته الودع و ثماره المقل و هو في مفازة لا يسمع فيها إلا صوت بومة و عواء ذئب و هو قانع بذلك , مفتخر به ))

رزقنا الله واياكم القناعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.