وبعد إتمام دراستي رجعت إلى السعودية واستمرت علاقتي بزميلي هذا بواسطة الهاتف والرسائل ، ودعوته إلى أداء فريضة الحج فلبّى دعوتي ولما انتهينا من الحج دعوته إلى بيتي ..
ودعوت جمع من الأصدقاء والأقارب ليسمعوا كلام هذا الرجل وتأثره بالإسلام ، فقدمته للحديث وكان قد تعلم العربية .
وبعد الحمد والثناء على الله بدأ يبين نعمة الإسلام التي أنعم الله بها عليه ومحاسن هذا الدين ، وفي أثناء كلمته سأل الحاضرين عن بعض الأشياء التي كانت حولهم .. من المفروشات والأدوات الكهربائية فأخبروه أن هذه من الصناعة الأمريكية وهذه من الصناعة اليابانية وتلك من صناعات دول الكفر والإلحاد الأخرى .
فقال قد أعطاكم الله تعالى هذه النعم وأنتم في دوركم وأصحاب المصانع والشركات من أهل الكفر قد بذلوا جهدهم الكبير في صنعها ، وإيصالها إليكم وإلى غيركم في مشارق الأرض ومغاربها ، وهذا مبلغ حياتهم في الدنيا وهم يؤدونه حقَّ أدائه بلا كلل وملل .
ثم قال : أيها المسلمون قد أنعم الله عليكم بأكبر نعمة وزين بها ألسِنتَكم وقلوبكم وهي شهادة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فاقدروها أيها الأحباب ولا تسوفوا وبلغوها مشارق الأرض ومغاربها ليكون الدين كله لله ..
ثم قال متأوهاً ومتأسفاً وعيناه تذرفان مات أبي وأمي على الكفر قبل أن يرزقني الله نعمة الإسلام والإيمان ، وكان في حياتهما يتذاكران الإسلام أحيانا ويعجبان بمحاسنه ولكن كان ما قدر الله لهما بسب غفلة الدعاة المسلمين حتى ماتا على الكفر .
ثم لم يتمالك إلا أن جهش وبكى لموتهما وصرخ قائلا : أهكذا تفعلون أيها الظالمون مع أمة نبيكم الباقية كما فعلتم بأبي وأمي وإلى متى ؟
وقد قال ربكم مخاطباً لكم خاصة : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) . آل عمران .
فأجيبوني يا معشر العرب فهل من مدَّكر ؟ وهل من مجيب ؟ فبكى الناس ببكائه ..
:s76
: