تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التفكير النــــــــاقد

التفكير النــــــــاقد 2024.

  • بواسطة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم سنتابع موضوع التفكير الناقد وسنبدأ بفهوم التفكير الناقد
بعد ان قرأنا المقدمة والتربية النقدية

مفهوم التفكير الناقد

من خلال استعراض التعريفات المختلفة المنشورة في أدبيات
التفكير الناقد ، يلاحظ أن الباحثين يختلفون في تحديد مفهوم
التفكير الناقد ، و قد يرجع ذلك إلى اختلاف مناحي الباحثين
و اهتماماتهم العلمية من جهة ، و إلى تعدد جوانب هذه الظاهرة
و تعقدها من جهة أخرى .

في اللغة : ورد الفعل ” نقد” في لسان العرب بمعنى
ميز الدراهم و أخرج الزيف منها .
فنقد الدراهم أي ميز الذهبية منها ، بمعنى أكتشف الزائفة .

كما ورد تعبير ” نقد الشعر” في المعجم الوسيط
بمعنى أظهر ما فيه من عيب أو حسن .
و يفهم من ذلك إظهار المحاسن و العيوب و تنقية و عزل ما حاد عن الصواب .

و من الناحية الفلسفية : نجد أن النقد ينحى إلى شروط العقل
و مقاييسه التي تضمن تصورات صحيحه
و تعطي قيمة صائبة للأفكار و الأحكام ذاتها .

في الأدب التربوي : هناك عدد من التعريفات التي وردت للتفكير الناقد :
يرجع مفهوم التفكير الناقد في أصوله إلى أيام سقراط
التي عرفت معنى غرس التفكير العقلاني بهدف توجيه السلوك .
و في العصر الحديث بدأت حركة التفكير الناقد مع أعمال جون ديوي
عندما استخدم فكرة التفكير المنعكس و الاستقصاء
و في الثمانينات من القرن العشرين بدأ فلاسفة الجامعات
بالشعور أن الفلسفة يجب أن تعمل شيئا للمساهمة في حركة
إصلاح المدارس و التربية . و من ثم بدأ علماء النفس المعرفيون
و التربويون في بناء وجهات النظر الفلسفية المتعلقة بالتفكير الناقد
ووضعها في أطر معرفية و تربوية لاستغلال القدرات العقلية
و الإنسانية .(عصفور و رفيقه ، 1999) .

على الرغم من تعدد التعريفات للتفكير الناقد و لكن يمكن
أن تنظمها صيغتان :

الأولى : توصف بالشخصية و الذاتية : وهي تركز على الهدف
الشخصي من وراء التفكير الناقد كما جاء
في تعريف انيس (ennis) ، حيث هو تفكير تأملي معقول
يركز على اتخاذ القرار فيما يفكر فيه الفرد أو يؤديه
من أجل تطوير تفكيره و السيطرة عليه ، إنه تفكير الفرد
في الطريقة التي يفكر فيه حتى يجعل تفكيره أكثر صحة
ووضوحاً و مدافعاً عنه .

و الثانية : تركز على الجانب الاجتماعي من وراء
التفكير الناقد ، إذا هو عملية ذهنية يؤديها الفرد عندما
يطلب إليه الحكم على قضية أو مناقشة موضوع أو إجراء تقويم .
إنه الحكم على صحة رأي أو اعتقاد و فعاليته عن طريق
تحليل المعلومات و فرزها و اختبارها بهدف التمييز بين
الأفكار الإيجابية والسلبية .

و قد ركز انيس(ennis) على افتراضين في تعريفه ( قطامي ، 1990، 699) :
– أن التفكير الناقد نشاط ذهني عملي .
– يتضمن التفكير الناقد تفكيراً إبداعياً ، يتضمن بدوره صياغة
الفرضيات و الأسئلة و الاختبارات و التخطيط للتجارب .

كما و حدد انيس(ennis) الصفات العملية الإجرائية للتفكير الناقد
على النحو التالي (قطامي ، 1990 ، 707 ) :

1.تقويم المناقشات .
2.التفسير .
3.معرفة الافتراضات .
4.التقويم .
5.الاستنباط .

ووضع انيس(ennis) غايات المناهج التي تنمي التفكير الناقد ،
إذ قسمها إلى نوعين :

– القابليات
– القدرات .

تعريف واطسون – جلاسر : بأنه فحص المعتقدات و المقترحات
في ضوء الشواهد التي تؤيدها و الحقائق
المتصلة بها ، بدلا من القفز إلى النتائج .

و يفترض واطسون – جلاسر أن التفكير يتضمن ثلاثة جوانب ، وهي :
1- الحاجة إلى أدلة و شواهد تدعم الآراء و النتائج قبل الحكم على موثوقيتها .
2- تحديد أساليب البحث المنطقي التي تسهم في تحديد
قيم ، ووزن الأنواع المختلفة من الأدلة و أيها يسهم في
التوصل إلى نتائج مقبولة .
3- مهارات استخدام كل الاتجاهات والمهارات السابقة .

واستعرض نيدلر (قطامي ، 1990، 707) ، (12) مهارة
من مهارات التفكير الناقد في مقالته إذ افترض أن معرفة
هذه المهارات يمكن أن تغير في بناء المناهج التي تنمي
أساليب التفكير الناقد وهي : –
1-القدرة على تحديد المشكلات و المسائل المركزية ، و هذا
يسهم في تحديد الأجزاء الرئيسية للبرهان أو الدليل .
2-تمييز أوجه الشبه و أوجه الاختلاف ، وهذا يسهم في
القدرة على تحديد الخصائص المميزة ، ووضع المعلومات
في تصنيفات للأغراض المختلفة .
3- تحيد المعلومات المتعلقة بالموضوع أو التحقق منها ، و تمييز
المعلومات الأساسية عن المعلومات الهامشية الأقل ارتباطاً .
4- صياغة الأسئلة التي تسهم في فهم أعمق للمشكلة .
5- القدرة على تقديم معيار للحكم على نوعية الملاحظات والاستنتاجات.
6- القدرة على تحديد ما إذا كانت العبارات أو الرموز الموجودة
مرتبطة معاً ومع السياق العام .
7- القدرة على تحديد القضايا البديهة و الأفكار التي لم تظهر
بصراحة في البرهان و الدليل.
8- تمييز الصيغ المتكررة .
9- القدرة على تحديد موثوقية المصادر .
10- تمييز الاتجاهات و التصورات المختلفة لوضع معين .
11- تحديد قدرة البيانات و كفايتها و نوعيتها في معالجة الموضوع .
12- التنبؤ بالنتائج الممكنة أو المحتملة ، من حدث أو مجموعة من الأحداث.

و يرى بول ( قطامي ، 1999) ، أنه يجب على الطلبة
أن يعرفوا أن هناك ميلاً طبيعياً لدى الناس لأخذ نظرتنا
المتكونة عن الآخرين بعين الاعتبار ، و ينبغي علينا أن نفاضل
باستمرار للتغلب على الميل ، ويميز بين ” المعنى الضعيف ”
و المعنى القوي للتفكير الناقد ، إذ أن الأفراد الذين يستخدمون
مهارتهم في التحليل و المحاورة و يدفعون من ذلك مهاجمة
و تقليل أهمية آراء أولئك الذين لا يتفقون معهم ، إنما يمارسون
” المعنى الضعيف ” من التفكير الناقد .
أما التفكير الناقد ذو المعنى القوي فهو الذي يحرر الفرد
من حالة العجز عن إدراك وجهات نظر الآخرين ، ويدرك ضرورة
وضع افتراضاته وأفكاره موضع اختبار و فحص قوي
الآراء المعارضة آراء و أفكاره .

و يعرف التفكير الإبداعي مقابل ذلك بأنه
” القدرة على صياغة الأفكار في مجموعات جديدة لتحقيق هدف ما ”

أما مور فيرى أن التفكير الإبداعي يمكن أن يعرف
أنه الصياغة الممكنة للمشكلة ، أو توضيح الظاهرة

بينما يعرف التفكير الناقد بأنه فحص و تقييم هذه الحلول
أو التوضيحات و يشبه التفكير الناقد العملية الذهنية التي يؤديها
الفرد عندما يطلب إليه الحكم على قضية أو مناقشة موضوع أو إجراء
تقييم و يمكن تحديد الخطوات التي يؤديها الفرد عندما يطلب
إليه الحكم على قضية أو مناقشة موضوع أو إجراء تقييم

و يمكن تحديد الخطوات التي يمكن أن يسير بها المتعلم لكي
يتحقق لديه مهارات التفكير الناقد على النحو التالي :
1. جمع سلسلة من الدراسات و الأبحاث و المعلومات و الوقائع
المتصلة بموضوع الدراسة.
2. استعراض الآراء المختلفة المتصلة بالموضوع .
3. مناقشة الآراء المختلفة لتحديد الصحيح منها و غير الصحيح .
4. تمييز نواحي القوة و نواحي الضعف في الآراء المتعارضة .
5. تقييم الآراء بطريقة موضوعية بعيدة عن التحيز و الذاتية .
6. البرهنة و تقديم الحجة على صحة الرأي أو الحكم الذي تتم الموافقة عليه .
7. الرجوع إلى مزيد من المعلومات إذ ما ستدعى البرهان و الحجة ذلك .

تعريفات أخرى ( أنظر جروان ، 1999م ) :
بريال : يرى أن التفكير التأملي هو جزء من التفكير الناقد
أو أحد مظاهره ، إذ يعتبره مجموعة من التخيلات البعيدة
عن الأشياء الحسية ، الأفكار المنطقية التي تسير وفق الأسلوب
والطريقة التقليدية ( السير من المقدمة للوصول إلى التعميم ) .
كما يرى أن معظم النظريات العلمية المشهورة كانت قد بدأت
كفكرة تأملية تخيلية بعيدة عن الواقع و المنطق ، لهذا يرى أنه
يمكن تنمية الإبداع لدى الطلبة وكذلك لتهيئة الفرص أمامهم لممارسة
الحرية في التفكير بالأشياء المألوفة ووضع بدائل و احتمالات للأشياء المستحيلة .

التفكير الناقد : هو فحص و تقييم الحلول المعروضة .

التفكير الناقد : هو حل المشكلات أو التحقق من الشيء
و تقييمه بالاستناد إلى معايير متفق عليها مسبقاً .

التفكير الناقد : هو التفكير الذي يتطلب استخدام المستويات
المعرفية العليا في تصنيف بلوم ، و هي التحليل
و التركيب و التقويم .

يعرف سميث : بأنه مفهوم عام يعود إلى مهارات مختلفة
مطلوبة للحكم على صحة المعلومات الواردة فيها و دقتها .

و يعرف جون ديوي في كتابه (كيف نفكر )
بالقول : ” أنه التمهل في إعطاء الأحكام و تعليقها لحين التحقق من الأمر ” .

و في ضوء ما ورد من تعريفات للتفكير الناقد ، فإن الباحثان
يتبنيان تعريف واطسون – جلسر ، والمتفق عليه في
موسوعة علم النفس التربوي

كما يمكن التوصل إلى الاستنتاجات التالية :

صعوبة وضع تعريف محدد للتفكير الناقد ، حيث عرفه
البعض بأنه منهج في التفكير ، و عرفه آخرون بأنه مجموعة
من المهارات ، بينما عرفه فريق ثالث اعتبره عمليات عقلية .

التفكير الناقد سلوك فردي ، علمية التفكير فيه
تتضمن خطوات حل المشكلة .

على الرغم من تعدد التعريفات للتفكير الناقد
إلا أنها تلتقي في قواسم مشتركة منها :
– تقييم الأدلة المتوفرة و مصادر المعلومات .
– الابتعاد عن القفز إلى النتائج .
– توفر الفرص للتدريب على صنع القرارات .
– استخدام العقل بفاعلية عالية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.