فتحت وزارة التربية والتعليم آفاقاً جديدة أمام الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في مراكز الرعاية على مستوى الدولة، وفي خطوة هي الأولى من نوعها تعد ترجمة حقيقية لاهتمامها بهذه الفئة تتجه الوزارة من خلال مركز تطوير المناهج الى الاستعانة بذوي الاحتياجات الخاصة الموهوبين في الرسم للمشاركة في اعداد الرسوم والبيانات التوضيحية المصاحبة للمقررات الدراسية في مراحلها المختلفة، مع الاشارة داخل الكتاب المدرسي الى اسم الطالب الموهوب صاحب الرسم، فيما تبحث التربية سبل اعداد مناهج حديثة متطورة تناسب ذوي الاحتياجات وتمكنهم من الاندماج في سوق العمل أو الالتحاق بالتعليم العالي.
وتعد هذه الخطوة التي ينفذها المركز ترجمة عملية لرفع درجة الوعي لدى الطلبة الأسوياء بأهمية ودور أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وحفز طلبة مراكز الرعاية نحو اكتشاف مواهبهم والعمل على تنميتها والاستفادة منها بشتى الطرق، اضافة الى تعميق الاحساس بأهمية ما ينتجه الطلبة ذوو الاحتياجات داخل الطلبة أنفسهم.
وتقول هدى الصفار رئيسة قسم اعداد المواد والبرمجيات التعليمية في المركز إن مركز تطوير المناهج بدأ بالفعل التواصل مع مراكز الرعاية على مستوى الدولة وفق توجيهات الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم الرامية الى التواصل مع مؤسسات المجتمع، وذلك لتنسيق عملية الاستعانة بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يتمتعون بموهبة الرسم للمشاركة في اعداد الكتب والمقررات الدراسية من خلال الرسوم التوضيحية التي تحتاجها الكتب والمصاحبة للدروس العلمية.
في الاطار نفسه أوضحت أن مركز تطوير المناهج يبحث امكانية وضع خطة استراتيجية تضمن توفير مناهج حديثة متطورة تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة استعداداً لدمج هذه الفئة المهمة التي تسعى الوزارة ومعها المجتمع لاستيعابها داخل المدارس العادية.
وتؤكد أن المركز لم يصل بعد الى الخطة، وكل ما يدور فيه الآن يأتي من قبيل “العصف الذهني”، غير أن الهدف واضح وهو الوصول الى مناهج مناسبة لذوي الاحتياجات تؤهلهم الى استكمال تعليمهم العام بشكل أفضل داخل المدارس، وتمكنهم من الاندماج في سوق العمل، أو الوصول الى مرحلة التعليم العالي لمن تتوفر له الفرصة للالتحاق بالجامعة.
وتضيف: ان الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة جزء من المجتمع، وهم أسوياء ولكن لديهم اعاقة ما وعلينا أن نتعامل معهم على هذا الأساس، وقد بدأ مركز تطوير المناهج فبل سنوات عدة غرس هذا المفهوم في نفوس الطلبة العاديين في المدارس من خلال المقررات الدراسية التي حملت دروساً تصاحبها صوراً لإعاقات مختلفة لغرس القيم في نفوس الطلبة وتعويدهم على التعامل السهل مع اصحاب الاعاقات المختلفة، غير أن نسبة الموضوعات والأنشطة المطروحة في هذا الجانب تحتاج الى تعزيز بإضافة دروس أخرى ومزيد من الموضوعات تهيئ الطلبة العاديين الى مرحلة دمج أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.