ويعتبر القمر الصناعي “دبي سات-1” أول قمر استشعار عن بعد تملكه دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمثل عزم الدولة على الحصول على التقنيات الفضائية المتطورة بهدف تلبية متطلبات البحث العلمي والتقني، إضافة إلى الحاجة الدائمة إلى المعلومات الفضائية وبيانات المراقبة الأرضية التي تخدم مسيرة التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة. <o:p></o:p>
وقال أحمد عبيد المنصوري، مدير عام مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة في تصريح ل “الخليج” عبر الهاتف من كازاخستان إن عملية الإطلاق تمت بنجاح تام، باستخدام صاروخ خاص، بالإضافة إلى إطلاق 5 أقمار لدول أخرى أطلقت في الوقت نفسه، مشيراً إلى أن المهندسين والعلماء الإماراتيين المتواجدين في كازاخستان عملوا على متابعة القمر طوال ليلة أمس.<o:p></o:p>
وأضاف إن إطلاق القمر يعد نجاحا كبيرا لدولة الإمارات، ونجاحا لقيادتها الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.<o:p></o:p>
وتوجه بالشكر للعلماء والمهندسين الإماراتيين الذين شاركوا في التحضيرات والبناء والإطلاق، كاشفا أن هؤلاء العلماء عملوا ليلا ونهارا لإنجاح عملية أطلاق أول قمر صناعي إماراتي.<o:p></o:p>
ويتألف مشروع “دبي سات 1” من جزأين رئيسيين وهما: الفضائي، والأرضي، حيث يشمل الجزء الفضائي تطوير وتصميم وتصنيع القمر الصناعي ومكوناته من معدات قياس وتصوير، والتنسيق والتجهيز لعملية الإطلاق ووضع القمر الصناعي في المدار، أما الجزء الأرضي فيتكون من مركز مراقبة رحلات القمر الصناعي، ومحطة استقبال الصور ومعالجتها، ومنظومة الهوائي والترددات اللاسلكية. ويتم استخدام البيانات النهائية الصادرة عن “دبي سات 1” في العديد من التطبيقات المدنية كتأثير انعكاسات الأشعة الشمسية على الأرض والمسطحات المائية، وغيرها من مجالات علوم الفضاء وتطبيقاتها الواسعة.<o:p></o:p>
وفي إطار الاستفادة المثلى من هذا المشروع المهم، تقوم “مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة” حالياً بتنفيذ أربعة أبحاث رئيسية وهي المراقبة والتنبؤ بالضباب، وكيفية استخدام صور الأقمار الصناعية للتنبؤ بالعواصف الرملية، ودراسة والتأكد من جودة المياه في منطقة الخليج العربي، وخصوصاً دراسة مخلفات عملية التحلية على الحياة البحرية والبيئية حول المحطات الموجودة في دولة الإمارات، إلى جانب دراسة كيفية تحسين مستوى وضوح صور الأقمار الصناعية.<o:p></o:p>
وكان تلفزيون دبي قد بث تفاصيل عملية إطلاق القمر الصناعي على الهواء مباشرة، حيث أكد أحمد المنصوري خلال مكالمة هاتفية أن يوم أمس سيحفظ بأحرف من ذهب في ذاكرة التاريخ وستتناقله الأجيال.<o:p></o:p>
وقال إن عملية إطلاق القمر الصناعي تكللت بنجاح بعد 3 سنوات من الجهد المتواصل بذل فيه الباحثون الإماراتيون جهودا كبيرة في مراحل الاعداد، مشيرا إلى ان مراحل المشروع تنقسم إلى ثلاث: هي الفضائية والأرضية ومرحلة الإطلاق الفعلي، موضحا أن المرحلة الأرضية ترتكز على استقبال الصور في حين ترتكز المحطة الأرضية على تبادل الأوامر واستقبال المعلومات لانجاز المهمة الفضائية. <o:p></o:p>
أضاف أن المشروع ذو اهمية كبيرة حيث يرتكز على اربعة ابحاث رئيسية من بينها دراسة المخلفات المائية ودراسة تحسين المستوى، ودراسة الجودة، حيث يقوم المشروع على مجموعة من الانظمة عالية الدقة، من بينها نظام الحمولة، وهو عبارة عن نظام يعتمد على الطاقة الشمسية التي تحول إلى طاقة كهربائية.<o:p></o:p>
وعبر سالم المري مدير المشروع عن ارتياحه الكبير بعد إطلاق القمر الصناعي بنجاح بعدما انتابه شعور بالخوف كون أنها أول تجربة تخوضها الدولة، مشيرا إلى أن الباحثين الإماراتيين تدربوا لفترة شهر كامل على عمليات إطلاق الأقمار الصناعية، موضحا أن مجالات الاستفادة من قمر دبي سات 1 متعددة منها مجالات البيئة والتخطيط العمراني والتنبؤات المناخية وتأثير أشعة الشمس في الأرض وغيرها من المجالات.<o:p></o:p>
وأشار إلى أنه سوف تكون هناك تجربة إطلاق قمر صناعي ثان في 2024 مع علماء كوريين جنوبيين بمشاركة 50% من الباحثين والمهندسين الإماراتيين.