؟!..
وتسأل عائشة رضي الله عنها تقول : يا رسول الله
أيعرف الناس أهليهم يوم القيامة ؟!..
أيعرف الناس
أهليهم يوم القيامة ؟!..
قال : (( نعم
.. إلا في ثلاثة مواضع .. إلا في ثلاثة مواضع
..
إذا تطايرت الصحف
..
وإذا نصبت الموازين
..
وإذا ضرب الصراط على جهنم
))..
نعم عباد الله
..
إن العباد إذا قدموا إلى الميزان
..
عظمت كروبهم
..
حين أظهرت لهم قبائحهم وعيوبهم
..
ووزنت أوزارهم وذنوبهم
..
وضاقت حيلهم
..
وتغيرت أحوالهم
..
الأماني هناك
..
يتمنى كل واحد حين ذاك أن لو يزداد في رصيد
الحسنات ولو حسنة واحدة علها تكون سبباً في نجاته من البليات
..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ،
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ
قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، فَإِذَا نُفِخَ
فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ، فَمَن
ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ،وَمَنْ خَفَّتْ
مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ
خَالِدُونَ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ، أَلَمْ
تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ، قَالُوا رَبَّنَا
غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ ، رَبَّنَا أَخْرِجْنَا
مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ، قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا
تُكَلِّمُونِ ﴾ ..
اللهم بيض
وجوهنا ..
وثقل موازيننا
..
وزحزحنا عن النار
..
وأدخلنا الجنة يا عزيز يا غفار
..
أوصيكم ونفسي بتقوى الله
..
واعلموا
..
أن الحياة الحقيقية هي
..
حياة القلوب
..
وأن حياة القلوب هي
..
قصر الأمل
..
وأن قصر الأمل هو
..
الاستعداد للآخرة
..
وأن الاستعداد للآخرة
..
فعل الطاعات وترك الفواحش والمنكرات
..
اسمع معي وقل وردد ﴿ فَبِأَيِّ
حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾
..
في الصحيحين وغيرهما عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قلنا : يا
رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة
؟!..
قال : (( هل تضارون في رؤية
الشمس والقمر إذا كانت
صحواً )) ..
قلنا : لا
..
قال : (( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم
يومئذ إلا كما تضارون في
رؤيتهما )) ؛ ثم قال ؛ ينادي مناد _ في ذلك اليوم العظيم _ قال يناد مناد : ليذهب
كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ..
فيذهب أصحاب
الصليب مع صليبهم ..
وأصحاب الأوثان مع أوثانهم
..
وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم
..
حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر
..
وغبرات من أهل الكتاب
..
ثم يؤتى بجهنم تُعرض كأنها سراب
..
فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟
..
قالوا :
كنا نعبد عزير ابن الله
..
فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ،
فما تريدون ؟_ من هول ذلك اليوم وشدته وحرارته _ فيقول : ماذا تريدون ؟
..
قالوا : نريد أن تسقينا
..
فيقال : اشربوا ..فيتساقطون في جهنم ..
ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون
؟ ..
فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله
..
فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ،
فما تريدون ؟ ..
فيقولون : نريد أن تسقينا
..
فيقال : اشربوا ،فيتساقطون في النار
..
حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر
..
فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟
..
فيقولون : فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم ،
وإنا سمعنا منادياً ينادي :
ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا
..
قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة
..
فيقول : أنا ربكم
..
فيقولون : أنت ربنا..
فلا يكلمه
إلا الأنبياء ..
فيقول : هل بينكم وبينه آية
تعرفونه ..
فيقولون :
الساق فيكشف عن ساقه
..
فيسجد له كل مؤمن
..
ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما
يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً _ مصداق قوله تعالى ﴿ يَوْمَ
يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ،
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى
السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ، فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ
سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي
مَتِينٌ ﴾ _ ..
ثم قال صلى الله عليه وسلم :
ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ..
قلنا : يا رسول الله ، وما الجسر ؟
..
قال : مدحضة مزلة _ أي تزل فيه الأقدام ولا
تستقر _ ، عليه خطاطيف وكلاليب _ جمع كلوب وهي حديدة معقوفة الرأس _ ،
وحسكة مفلطحة _ شوكة صلبة
من حديد _ لها شوكة عقيفاء _ ملوية _ ، تكون بنجد ، يقال لها : السعدان _ نبت له شوك عظيم _ ، يمر المؤمن
عليها كالطرفوكالبرق
وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب ..
فناج مسلم ،
وناج مخدوش ، ومكدوس في نارجهنم _ على وجهه _ ..
حتى يمر
آخرهم يسحب _ إلى الجنة _ سحباً ..
فما أنتم
بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار
..
وإذا رأوا أنهم قد نجوا ، في إخوانهم
..
يقولون : ربنا_ الناجون يقولون _
ربنا إخواننا ، كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ،
ويعملون معنا ..
فيقول الله
تعالى : اذهبوا _ اذهبوا إلى النار _ فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من
إيمان فأخرجوه ، ويحرم الله صورهم على النار ،
فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه ، وإلى أنصاف ساقيه
..
فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون
..
فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف
دينار من إيمان فأخرجوه ..
فيخرجون من
عرفوا ثم يعودون ..
فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في
قلبه مثقال ذرة من إيمان..
فأخرجوه ،
فيخرجون من عرفوا ..
قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني
فاقرؤوا : ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن
تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ﴾ ..
قال صلى الله عليه وسلم : ((
فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون ..
فيقول الجبار
: بقيت شفاعتي ..
فيقول الجبار : بقيت شفاعتي
..
فيقبض قبضة من النار ، فيخرج أقواماً قد
امتحشوا _ أي احترقوا _ ،فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له : ماء الحياة
..
فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة فيحميل السيل، قد
رأيتموها إلى جانب الصخرة ، إلى جانب الشجرة
..
فما كان إلى الشمس منها كان أخضر
..
وما كان منها إلى الظل كان أبيض
..
فيخرجون كأنهم اللؤلؤ..
فيجعل في
رقابهم الخواتيم ، فيدخلون الجنة ..
فيقول أهل
الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن ، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه
..
فيقال لهم : لكم ما رأيتمو مثله معه ))
..
وفي لفظ آخر للحديث : من حديث أبي هريرة قال :
(( حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ،
وأراد أن يخرج منالنار من
أراد أن يخرج ، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله ، أمر الملائكة
أنيخرجوهم ، فيعرفونهم
بعلامة آثار السجود ، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ،
فيخرجونهم قد امتحشوا _ أي احترقوا _ ، فيصب عليهم ماء يقال له ماء
الحياة..
، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل
..
ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار
..
فيقول : يا رب ، قد قشبني _ أي آذاني _ ريحها، وأحرقني ذكاؤها _ يعني لهبها _ ، فاصرف وجهي عن النار ، فلا يزال
يدعوالله
..
فيقول الله له : لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره
..
فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره
،فيصرف وجهه عن النار
..
ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة
..
فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ، ويلك
ابن آدم ما أغدرك ، فلا يزال يدعو ..
فيقول العلي
:إن أعطيتك ذلك تسألني
غيره ..
فيقول : لا وعزتك لا أسألك
غيره ، فيعطي الله من عهودومواثيق أن لا يسأله غيره ، فيقربه إلى باب الجنة ، فإذا رأى ما
فيها سكت ما شاءالله أن
يسكت ..
ثم يقول : رب أدخلني الجنة
..
ثم يقول : أوليس قد زعمت أن لا
تسألني غيره ، ويلك يا ابن
آدم ما أغدرك ..
فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى
خلقك ، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله _ وربي لن نعدم خيراً من رب يضحك _
..
فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها
..
فإذا دخل فيها قيل : تمن منكذا ، فيتمنى
..
ثم يقال له : تمن من كذا ، فيتمنى
..
حتى تنقطع به الأماني
..
فيقولالله له : هذا لك ومثله معه )) ..
قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة
دخولاً .
فاستعدوا عباد الله للقاء ربكم
وأحسنوا ظنكم به ..
وأحسنوا ظنكم به فإنه عند حسن
ظن العبد به ..
أحسنوا ظنكم بربكم فإنه عند
حسن ظن عبده به ..
ومن حسن ظن العبد بربه
..
حسن العمل
..
ومن حسن الظن أيضاً
..
التوبة الصادقة
..
وشكر النعم
..
عباد الله اتقوا الله
..
واعلموا انكم ملاقوه
..
عباد الله اتقوا الله
..
واعلموا أنكم ملاقوه
..
وبشر المؤمنين
..
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا
اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، هُوَ الَّذِي
يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ،
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ
أَجْراً كَرِيماً﴾ ..
يناديهم في ذلك اليوم فيقول
لهم : ﴿ يا عبادي لا خوف
عليكم ولا أنتم تحزنون ، الذين آمنوا بأياتنا وكانوا يتقون ﴾ ..
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ
جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى
وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ، قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
يا من يحار الفهم في قدرتـك ********* وتطلب
النفس حمـى طاعتك
تخفي عن الكون جميل طلعتك ********* وكل ما في الكون من
صنعتك
..
..
والسماوات..
..
..
يامولانا نعم المولى ونعم النصير..
..
..
..
ناصر المظلومين ، ويا قاصم الجبارين لا تحرمنا فضلك يا رب العالمين
..
..
..
..
يا رب العالمين ..
وأفرغ عليهم صبراً وثبت الأقدام ..
..
..
..
..
..
منها أذلة صاغرين وعبرة للاولين والآخرين
..